كلنا أنصاف مكتملة

الأربعاء، 5 أكتوبر 2016





قبل فترة بسيطة لفتني فيديو لشخصية تعتبر مؤثرة في شبكات التواصل الاجتماعي، تصور فيه إحدى متابعاتها تقول:فلانة أرجل بنت في العالم. واتخذتها المتلقية كمديح لها
أعتقد ان هذه هي ردة الفعل الطبيعية عند سماع مثل هذا التعليق من أي شخص سواء كان المتلقي ذكر أو أنثى وهذا هو هو المقلق في الموضوع. “فلان رجالأوفلانة عن عشر رجالدائمًا تؤخذ كمديح، ووصفه بالأنثى أو توضيح مدى نعومة المرأة يؤخذ كتعليق سلبي فيه تنقيص من الشخص


أنا مشاعل، عمري ٢٧ سنة توفي والدي وعمري ١٤ سنة تقريبًا، تولت أمي رعايتي وتربيتي أنا وأخي منذ ذلك الوقت ولم أذكر انها احتاجت في يوم من الأيام لمساعدة أحد أفراد الأسرة الذكور لمساعدتها في تربيتنا .. متأكدة 
أن الأمر لم يكن سهل عليها أبدًا ولكنه لم يكن مستحيلًا. كلانا جامعيان الآن ونعمل في مجالات مختلفة

في كل مرة اقرأ او استمع إلى تعليق يقلل من قيمة المرأة ويصورها ككائن مغفل، ساذج، عديم النفع (إلا لما لهم مصلحة فيه)، أشعر بالغضب ليس على نفسي كوني أنثى (مع أن لي كامل الحق في ذلك) لكن الغضب في الغالب لأمي التي رأيت منها مثال مختلف تمامًا عن كل مايُذكر، مع العلم أن أمي ليست الوحيدة الرائعة في هذا المجتمع.

خلقنا الله سبحانه وتعالى ذكور وإناث لكل صنف خصائص يتميز بها عن الآخر مع وجود صفات مشتركة كثيرة، قد يرد البعض:” المرأة ناقصة عقل ودين، اتحفظ عن الرد على هذه الفئة حتى تتعلم المعنى الصحيح للمقولة.

للذكر والأنثى نفس القدرة على التعلم، الإبداع، الإنجاز (قد تتفوق الأنثى على الذكر في الأخيرة) وغيرها من الأمور، تكمن المشكلة في تربية جيل من الإناث تعتقد أن ما مُنعت عنه وهي صغيرة لن تتمكن من إنجازه أبدًا بسبب الرسائل السلبية الخاطئة التي وصلتها منذ سن مبكرة أو توقع مستقبلها المقتصر على واجبات منزلية فقط
وتربية الذكر على أنه كائن يحق له طلب أي شيء في أي وقت ومن أي أنثى (قد تكون الأخت الكبرى التي تكبره بأكثر ١٠ أعوام) ويجب عليها تلبية هذا الأمر وإلا فهي متمردة عاصية لذكورية هذا الطفل

كثير من الإناث نجحن في حياتهن على أصعدة مختلفة، كالتعليم والعمل والتجارة وغيرها، ومثلها الذكور ويستطيع كل فرد (بغض النظر عن جنسه) من تحقيق أحلامه وطموحاته على الصعيد الشخصي أو المهني وذلك بناء على قوة شخصيته وثقته وإيمانه بنفسه وثقة وإيمان أفراد أسرته به. لا يوجد شيء حكر على النساء أو حكر على الرجال إلا ما اختصه الله لهم بطبيعتهم وبنيتهم الجسدية أو النفسية، وهذا ما يحقق طبيعة الاختلاف التي أوجدها الله تعالى ليطمئن بعضهم لبعض.

كلنا أنصاف مكتملة بحد ذاتها بإمكانها إكمال حياتها مع أفراد أسرتها وأصدقاءها المقربين، نستطيع أن نعمل ونحقق أحلامنا بغض النظر عن أجناسنا. كلنا أنصاف مكتملة اتحادها بسلام يصنع جيل واعي، مبدع يحترم الاختلاف بكافة أنواعه دون الحاجة للحكم عليك حسب جنسك أو هويتك أو التقليل من شأنك لمجرد اختلافك الطبيعي.


الأنثى هي أمك وأختك وزوجتك وابنتك، والذكر هو والدك وأخوك وزوجك وابنك. ليس لك خيار في تحديد أجناسهم لكن الواجب هو اظهار الاحترام للجنس الآخر وعدم التقليل من شأنه. لاتتخذ ذكوريتك كبطاقة خضراء تتيح لك التحكم أو السيطرة الفظة، ولا تستخدمي أنوثتك كعذر لعدم تحقيق أحلامك والاتكال على الذكر في أمور حياتك التي يمكنك انجازها بمفردك

0 comments:

إرسال تعليق