We Need To Talk

الثلاثاء، 16 أغسطس 2016



نمارس بشكل شبه يومي أنواع مختلفة من عدم الإمتنان لحياتنا بسوء معاملة أنفسنا نفسيًا أوجسديًا، مثل عدم ممارسة الرياضة أو تناول أطعمة غير مناسبة أو عدم أخذ كفايتنا من النوم، ومتأكدة من أن أغلبنا على علم بهذا التقصير تجاه نفسه، هذا ليس موضوعي اليوم لأننا قرأنا ما يكفي فيما يخص هذا الجزء من التقصير



في أغلب الأفلام والمسلسلات الأجنبية، تتكرر عبارة “We need to talk! بعد أي مشهد غضب أو حزن، يبدأ بعده نقاش لطيف أو حاد ينهي المشاحانات التي مرت بين الشخصيات ويعلن بدء صفحة جديدة بعد الغضب أو دفعة إنطلاق إيجابية بعد الحزن .. وهذا هو النوع من التقصير الذي نمارسه بشكل مستمر.

نفتقر التواصل الحقيقي مع أنفسنا ومع من حولنا، ونحتفظ بالمشاعر التي قد نشعر بها سواء كانت إيجابية أو سلبية. مشاعر الحب، الفرح، الغضب، الحزن، الاشتياق وغيرها

نمر بمواقف تشعرنا بغضب وكراهيه تجاه الطرف الآخر، تبدأ بالتأثير على طريقة تعاملنا مع هذا الشخص مما قد يؤدي إلى إنهاء العلاقة أو تحولها إلى علاقة غريبة مجبرين عليها لكن لم تعد تحمل إحساس الحب والمودة مثل السابق، بل أحاسيس استغراب وحزن عن سبب تغير الحال .. كيف سيتغير الوضع لو استخدمنا we need to talk عند الإحساس بالمشاعر السلبية؟ 

كنت أعتقد مسبقًا أن هذا النوع من النقاشات الصريحة مرعب أو قد يكون وقح، إلى أن بدأت بممارسته مع الأشخاص القريبين مني على الأقل، ببساطة ودون الحاجة للتجريح أو الانفعال لأنام مطمئنة، هادئة دون الحاجة للتفكير: (يا ترى فلانة زعلت مني لما قلت كذا؟) أو (فلانة أخطأت في حقي اليوم بالمكتب وما احترمتني، من بكرة معاملتي معها بتتغير!) بعد النقاش الذي سيدور، ستكون النتيجة أحد أمرين

  1. لاشيء يستحق القلق، وكان الأمر سوء فهم من البداية أو أن الشخص لم يتعمد إيذاءك وقد يعتذر في نهاية الجلسة.
  2. اعترف الشخص بأنه تعمد إيذاءك ولا يشعر بالأسف على ذلك

في الحالة الأولى، سينجلي الإحساس الغريب الذي كنت تشعر به عند مجالسة هذا الشخص وتعود لوضعك الطبيعي، وفي الغالب سيعمل الطرف الثاني على الانتباه والتحفظ على مثل هذا الموقف لتجنب إيذاءك في المستقبل. وفي الحالة الثانية: يبدو أن هذا الشخص لا يستحق مشاعر الغضب والحزن التي لم تبح بها مسبقًا وبإمكانك الآن المضي قدمًا في حياتك دون التفكير به


نفس هذا الخطأ نقع في مع أنفسنا، عندما تلتبس الأمور ونعتقد أننا نحن المخطئون! أو عند استمتاعنا بممارسة دور الضحية والبدء بكتم الغضب إعتقادًا منا أن الطرف الآخر سينتبه للخطأ الذي ارتكبه وننتظر إعتذار لن يأتي في غالب الأحيان (حقيقة مرة) .. نمتنع في كثير من الأحيان عن ممارسة الحزن بشكله الطبيعي باعتقادنا أنها قوة وهبنا الله إياها، لتتراكم وتمنع باقي المشاعر من الخروج بشكل سلس، طبيعي وممتع

إذا كنت متيقن أن أحدهم مدين لك باعتذار، طالب بهذا الاعتذار من خلال نقاش الموضوع معه حتى يتبين له أنه أخطأ في حقك .. إذا غضبت من تصرف شخص صارحه ووضح له انك لا ترغب بتكرار الأمر، إذا أحسست بأنك جرحت مشاعر أحدهم، بادر بالاعتذار، في كثير من الأحيان سيكون الرد: (من جدك! ماصار إلا الخير ..) .. أعجبك مظهر زميلتك اليوم أو تصرفها اللطيف أو إنجازها الصغير، أثني عليها وبيني لها مقدار فرحتك لها

خلقنا الله من روح وجسد ومشاعر علينا ممارستها بكل ما أوتينا من قوة وكل ما أيقنا بحاجتنا لها

0 comments:

إرسال تعليق